--------------------------------------------------------------------------------
نظرة أهل البيت الى الصداقة
حقاً ان كلام أهل البيت الطاهر مدرسة علمية كبرى أحاطت بمختلف العلوم والآداب , وافاضت على المجتمع دروساً قيمة
في كل فن .. كلامهم بعيد المرمى , عميق الغور , واسع الآفاق على حل المشاكل الاجتماعية ووقف على مكنونها, وبين للناس أنجح الطرق لحل تللك المشاكل .
أهمية الصديق في الحياة
لا تحسب أن في الحياة شيئاً يسعد الإنسان ويسره اكثر من اكتساب صديق صالح يشاركه في مشاعره , ويغمره بعواطفه.يأنس اليه في الوحشة , ويستعين به في الشدائد , ويعتمد عليه في الملمات , ويستشيره إذا نزلت به نازلة أو دهمه خطب سد عليه منافذ تفكيره . فلا يرفع عن الانسان وطأة الحطوب والأحداث إلا الصديق الصادق حتى قال العالم الاجتماعي
الشهير اللورد افبري في كتابه (( السعادة والسلام )) :
( واتخاد الصديق الصدوق ليس بالسهل اليسير ومن تسنى له ذلك فليعلم أنه فاز بكنز ثمين ينبغي له حسن القيام به )
قال الامام الكاظم : ( وأجل الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف , وإغاثة الملهوف , وتحقيق أمل الآمل , وتصديق
فحيلة الراجي , والاستكثار من الأصدقاء في الحياة )
من هو الصديق المختار؟
الصديق هو شريك الحياة , هو الذي يجري في الانسان مجرى الروح في البدن , هو المرآة التي تنع** عليها حسنات المرء
وسيئاته كما قال الرسول الأعظم ( المؤمن مرآة أخيه يميط عنه الأذى )وهو محط الأسرار ومبعث الآمال لذلك يجب
أن يكون حسن السيرة , طيب السريرة طاهر الذات , جميل الصفات حتى يقتدي به صاحبه , ويهتدى به رفيقه .
قال أمير الؤمنين علي ( ع )لا تصحب إلا عاقلا تقيا, ولا تخالط إلا عالماً زكيا , ولا تودع سرك إلا مؤمناً وفيا )
وقال زين العابدين ( مجالس الصالحين داعية إلى الصلاح , وآداب العلماء زيادة في العقل )
قال الامام الحسين (ع)
( مجالسة الدناة شر , ومجالسة أهل الفسوق ريبة )
وقال الامام الصادق ( ع ) ( لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم )
التزاور
لعل اروع مظهر من مظاهر الوفاء والمحبة هو زيارة الصديق لصديقة وتفقده اياه في بيته فان وقعها في نفس صديقه المزور عظيم الأثر لأنها دليل على المودة الصادقة , وبرهان على التجاذب القلبي الذي يشعر به كل من لخلص في الاخوة ,
وصدق في المحبة فتتأكد عندئذ الروابط , وتستحكم المودة في القلوب لذلك قال الرسول ( ص ) الزيارة تنبت المودة )
قال الامام الحسين ( من زار أخاه في الله طلباً لانجاز موعودالله شيعه سبعون الف ملك وهتف به هاتف من خلف ألا طبت
وطابت لك الجنة فاذا صافحه غمرته الرحمة )
السلام والمصافحة والمعانقة
لا شك انك تشعر عندما يحييك أخوك بتحية ودية أو يصافحك مصافحة حارة , أو يعانقك معانقة أخوية بما يغمر نفسك من
ميل اليه وإقبال عليه حيث أن السلام والمصافحة والمعانقة دليل الحب ورمز الاخاء لذلك ورد الامر بها , والحث عليها .
قال رسول الله (ص) ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيىء إذا فعلتموه
تحاببتم أفشوا السلام )
( وقال أيضاً : تصافحوا فانه يذهب بالغل )
وقال الامام الصادق ( ع ) ( مصافحة المؤمن بألف حسنة )
وقال ايضاً ( ان المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله اليهما والذنوب تحاط عن وجوههما حتى يفترقا كما تحط الريح الشديدة الورق عن الشجر )
التهادي
وهذا ايضاً عامل هام من عوامل توثيق روابط الود والحب , وبه تطهر القلوب من ادران الضغائن والاحقاد , فكم من انسان حمل في قلبه غيظاً على لخيه فلم يتمكن من إزالة هذا الغيظ ورفع هذا الضغن الا بعد ان قدم له هدية رفعت كل شيء واعادت الامور الى مجريها الطبعية .
قال رسول الله (ص) (من تكرمة الرجل لأخيه المسلم ان يقبل تحفته بما عنده , ولا يتكلف له شيئاً)
وقال الامام الصادق ( تحبب الى اخوانك بصلتهم )
تحياتي للجميع ونسألكم الدعاء
منقول