الاطاحة بالفرقة واعلان الوحدة
لم يغفل العرب قديما عن كثير من الحالات السلبية التي كانت سائدة في المجتمع فخلفوا لنا تراثا ضخما من الأمثال والعبر التي تصلح أن تكون دروسا لكل زمان فيه ما يكفي لنستنبط منها ما يصلح . ومنها مسالة التفرقة والتشتت التي كانت سائدة بين القبائل العربية مما جعلها هدفا سهلا ومطمعا لغارات وغزوات قادمة من الخارج فضلا عن النزاع المستشري بين هذه القبائل من الداخل والغارات التي كانت تحصل بين الحين والآخر بين بعضها البعض ولهذا عانت القبائل العربية على مدى عقود من الاستعمار الذي نهب خيراتها وحاول إخضاعها ولكن العرب كما يقال أباة الضيم ذو مروءة وشهامة أدركوا أن الوحدة هي سببا لخلاصهم وتحررهم ولكن ما تعود هذه القبائل إلى سابق عهدها من التفرق والتشتت بسبب النظرة الضيقة والفؤية التي كانت سائدة المتمثلة بالولاء للقبيلة . فالحالات الوحدوية جعلت العرب في سابق عهدهم أقوى بكثير من حالات تشتتهم وتفرقهم ومن الشواهد الوحدوية انتصار العرب في واقعة ذي قار الشهيرة وغيرها من الوقائع التي حصلت مع العجم والتي مثلت وحدة العرب أمام المد الأجنبي . وان كان إدراك هذا المفهوم سابقا بشكل وقتي عارض سرعان ما يزول. لظروف الصحراء وطرق العيشه القاسية هي التي فرضت على العرب هذا التشرذم والانقسام لان الحياة فيها كانت قائمة على التغالب كما يسميها علي الوردي كما أن العامل الآخر لهذه الانقسامات هو الولاء للفئة والقبيلة لا لمصلحة رسالية كبرى .فكل فبيلة كانت تمثل دولة بمصطلح اليوم فالنظام في ذلك الوقت كانت قائم على أساس التعصب القبلي وليس على أساس المواطنة على الثأر والانتقام وليس على القانون , واليوم ونحن نعيش في عصر الحضارة والدولة المدنية الحديثة وبعد ان اختفى النظام القبلي وتقاليد الصحراء برغم الرواسب الكثيرة . من الواجب ان يختفي التفرق والتشرذم والانقسام وان نستلهم دروس الوحدة من الماضي بدل من نتمسك بقيم الصحراء,وهو ما يريده الاستعمار الحديث اليوم أن يجعل هذه الرواسب – رواسب الماضي رواسب الصحراء- تطفوا على السطح ليجعلنا نرجع إلى قرون الماضي السحيق لنفكر بتلك العقلية . وهاهي الدعوات تتكرر دعوات الوحدة والتوحد من على لسان سماحة السيد القائد مقتدى الصدر (دام عزه) لنبذ الخلافات والانشقاقات والتشرذم والتفرق ونبذ هذا الموروث البالي والتوجه الى المنطق الاسلامي الصحيح الذي هو قلب التمدن والحضارة النابض وخير ما قاله احد اجدادنا في قصته الشهيرة مع ابناءة والذي قال فية شعرا :
تابى الرماح اذ اجتمعن تكسرا و اذ افترقن تكسرت احادى
ولتكون اغصان الزيتون التي ستتجه الى سامراء هي التوحد والتراص والتراصف وهي الرماح التي تابى اذ اجتمعن تكسرن ,والوجه الاخر الذي لا يريد رؤيته الاستعمار وهو وحده من سيحطم كبرياءه.
محمد علي الكناني
ALKENANNI@YAHOO.COM