بسم الله الرحمن الرحيم
دانت جميع المرجعيات السياسية والدينية حادثة استهداف مرقد الأمامين العسكريين في سامراء، ووصفتها بأنها “عمل خبيث يستهدف جر البلد إلى حرب أهلية لن يكون فيها أحد رابح غير أعداء الشعب العراقي”. وناشدت هذه المرجعيات عبر “الخليج” العراقيين جميعا الانتباه إلى حجم المؤامرة والمخططات التي تستهدفهم، مؤكدة ضرورة التوحد ونبذ العنف وتجنيب الأبرياء من نزيف الدم.
وقال الشيخ صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي: “إن أعداء العراق ومنذ أكثر من سنتين يحاولون إشعال حرب أهلية بين السنة والشيعة من خلال استهداف المراقد المقدسة والمساجد والحسينيات والرموز ورجال الدين وشيوخ العشائر. إلا ان العراقيين وبعد حادثة المرقدين في سامراء العام الماضي وما رافقها من أحداث مؤسفة انتبهوا جيدا إلى حجم المؤامرة التي تحاك ضدهم وبدأوا يرفضون القتال الطائفي. وفي الأشهر الأخيرة حصل تقارب كبير بين العراقيين، إلا إن هذا التقارب لم يعجب أعداء العراق، لذلك قاموا بضرب الحضرة القادرية بسيارة مفخخة في الشهر الماضي، ثم عادوا من جديد لاستهداف المرقدين في سامراء في محاولة بائسة لزرع الفتنة بين العراقيين.
وقال رئيس ديوان الوقف السني الشيخ أحمد عبد الغفور السامرائي: “إن الشعب العراقي يتعرض بين الحين والآخر إلى مؤامرة كبيرة، وما استهداف الحضرة القادرية في بغداد والحضرة العسكرية في سامراء، إلا مخطط مدروس من قبل أعداء العراق. لكن على الجميع ولاسيما المرجعيات الدينية والسياسية الانتباه جيدا إلى هذه المؤامرة وإجهاضها من خلال وحدة الكلمة ورص الصفوف. فأنا على يقين تام ان من ضرب الحضرة القادرية هو نفسه من ضرب الحضرة العسكرية وبما أن المخطط واحد فأيضا الهدف واحد وهو إشعال فتيل حرب أهلية بين العراقيين”.
ووصف رئيس الحكومة العراقية السابق إبراهيم الجعفري الحادثة بأنها تهدف إلى إحداث فتنة جديدة بين السنة والشيعة. إلا إن العراقيين لم يعودوا ينخدعون بمثل هذه المخططات البغيضة. فبالأمس استهدفت الحضرة القادرية في بغداد، والآن استهدفت الحضرة العسكرية في سامراء. ومن ينتبه إلى جغرافية الحضرتين يجد مدى بغض المخططين والمنفذين للعراق ولشعبه. فالحضرة القادرية تقع في جانب الرصافة ببغداد الذي فيه غالبية شيعية. أما الحضرة العسكرية فهي تقع في سامراء والتي تسكنها غالبية سنية، لكن هذه المخططات لن تفلح أبدا في إيقاع الحرب الأهلية بين العراقيين”.
وقال رئيس الوزراء سلام الزوبعي: إن الزمر التي نفذت جريمة الاعتداء على المئذنتين في سامراء قد أغاظها صمود العراقيين، كما أغاظها التحدي الذي يقوم به جميع أبناء الشعب العراقي ومن مختلف المكونات. فهؤلاء أرادوا إن يكسروا هذه الإرادة لكنهم لم ولن يفلحوا أبدا، لأن مخططاتهم باتت مكشوفة للجميع ولن تنطلي خدعهم وألاعيبهم على الجميع. ففي كل يوم توضح أهدافهم الشريرة ويتعزز عداء الشعب العراقي لهم، كما يتعزز الصف العراقي في الوقوف ضدهم”.
وقال النائب حسين الفلوجي، عضو مجلس النواب عن قائمة جبهة التوافق: إن الغاية من هذا الاعتداء تتمثل بجر المجتمع العراقي إلى حرب طائفية واقتتال داخلي. لأن العراق بات هدفا لعصابات دولية وصراع إقليمي ودولي. لذلك فإن هذه الجهات لا ترغب لعراق مستمر يتنفس الصعداء ويعيد إعمار ما دمرته الحروب. لذلك فإن على الحكومة العراقية اجراء تحقيق موسع لمعرفة الأسباب التي أدت إلى استهداف المرقدين من جديد. والكيفية التي تم من خلالها خرق الحراسات المشددة على هذين المرقدين وإحالة المقصرين إلى القضاء. ودعا إلى قيام مجلس النواب بتشكيل لجنة تحقيق من أعضائه لمعرفة حيثيات الحادث.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن ما حدث يؤكد بالدليل القاطع وجود جهات تعمل على إسقاط العملية السياسية من خلال التركيز على ضرب الرموز الدينية لدى السنة والشيعة.
إلا إن العراقيين وبمختلف مشاربهم كشفوا هذه المخططات وردوا عليهم بوحدة الموقف ونبذ العنف.
وقال النائب حميد مجيد موسى، عضو مجلس النواب عن القائمة الوطنية وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي إن عملية استهداف المرقدين في سامراء هي حلقة من حلقات التآمر على الشعب العراقي. إذ هناك جهات تعمل من أجل إيصال العراقيين إلى حالة الاقتتال الداخلي، إلا إن الشيء الجيد أن جميع المرجعيات الدينية والسياسية عرفت هذه المخططات وبدأت تحاربها من خلال وحدة الكلمة ورص الصفوف ونبذ العنف.
وقال النائب فلاح حسن شنشل، عضو مجلس النواب عن الكتلة الصدرية: إن مخططات الأعداء تؤكد دائما على شق وحدة الصف العراقي، لأن ذلك سيضعف العراق والعراقيين، لكن المطلوب من الجميع الوقوف بوجه هؤلاء من أجل الحفاظ على العراق الموحد، وناشد الحكومة لعب دور أكبر في مواجهة حالات العنف واستهداف الرموز الدينية والوطنية، مؤكدا ضرورة إن تقوم الحكومة العراقية بتقديم المقصرين كافة إلى القضاء فضلا عن الشروع في إعادة إعمار جميع دور العبادة والمقدسات في البلد سواء كانت سنية أم شيعية أم مسيحية.
وأكد إياد السامرائي القيادي البارز في الحزب الإسلامي العراقي عضو مجلس النواب عن جبهة التوافق أن هناك من يسعى إلى اثارة الفتنة في العراق من خلال الاعتداء على المراقد والمساجد والأماكن المقدسة، لأن هذه الأماكن تحظى بمحبة وتقدير العراقيين والاعتداء عليها يثير حفيظتهم. لذلك يتكرر الاعتداء عليها باستمرار من أجل ايقاع الفتنة بين مكونات الشعب العراقي. وقال ان هؤلاء الذين يستهدفون المقدسات لديهم هدف واحد وهو ألا يتحقق استقرار الأوضاع في البلد، وأثنى على قيام المرجعيات الدينية والسياسية بسرعة باستنكار الحادث ومطالبة جمهورها بضبط النفس. إذ كان موقفها مشرفاً ومؤثراً. فضلاً عن اجراءات الحكومة السريعة في فرض حظر التجوال لكي لا تحدث أفعال غير منضبطة تؤدي إلى حرق المساجد والاعتداء على الأبرياء، كما أشاد بموقف علماء الأزهر الشريف الذين استنكروا الحادثة الأليمة ودعوا إلى التهدئة.